مذكرات الانتفاضة ..طفل حجارة و تحرير إرادة
صفحة 1 من اصل 1
مذكرات الانتفاضة ..طفل حجارة و تحرير إرادة
مذكرات الانتفاضة ..طفل حجارة و تحرير إرادة
منذ برهة استيقظت من النوم صباح الأربعاء ,و شاهدت العناق الأزلي , لحظة الوداع بين الصبح و المساء , عندما شرعت جوقة العصافير تواسي الضياء بفراق حبيبه, مطلقة ألحانها العذبة. بينما كانت الرياح تبوح بأسرارها لصديقتها لشجرة الزيتون .
استيقظت و كلي أمل بألا أشاهد تلك الوجوه الملطخة بالكراهية , احتسيت كأس الحليب الساخن و تناولت معه فطوري البارد ارتديت مريولي و خرجت في طريقي إلى المدرسة.
أحببت أن أخرج من البيت باكراً علي استرجع صورة أورشليم المشتت في ذاكرتي.
مشيت في طرقات المدينة كأني سائح , أتجول في مدينة غريبة , كل شيء مزور . الحوانيت علقت عليها لافتات لا أفهم معناها , و أشجار الزيتون التي هي من فجر التاريخ صامدة منتصبة .. حطمتها نهشتها كلاب (جرافات) القوة المغتصبة...
و إلى جانب الأم المقتولة تصرخ شتلة صغيرة تشق عباب الظلام .. الله أكبر .. لا رضوخ .. لا كلام .. دعوة المظلوم على الظالم مستجابة لا يحجبها عنجهية لئام...
و لبرهة أحسست بروح الشجاعة تتسرب إلى صدري, و لكن هذا الشعور تلاشى شيئاً فشيئاً ما إن رأيت أولئك الأشخاص الذين ينظرون إلينا , و يبصقون عندما نمر بجانبهم و يحتقرون سواد شعرنا و سمرة بشرتنا شعرت بأنه ثمة فرح اغتيل في قلبي .. ثمة فرح افتقدته.. ثمة رعب مقيت استقر في نفسي الفلسطينية..
وصلت مدرستي.. قبلت بنائها الترابي العتيق الدافئ بالأصدقاء و المعلمين و بذلك البائع العجوز الذي كنا نشتري منه قطعة الحلوى الصغيرة كأنها وجبة شهية.
و على المقاعد الخشبية بينما كان أستاذ العربي يعلمنا النشيد الوطني كان دوي الرصاصات يشق فضاء القدس على إثر عملية فدائية ملأت قلوبهم ذعراً و انتشلت الدم المسود بالحقد من عروقهم ليحوله إلى أعمال إرهابية اقتحموا على إثرها المدرسة...
لقد صوبوا رصاصاتهم نحو صدورنا و أطلقوا عياراتهم النارية من غير رشد و اخترقت رصاصاتهم صدر صديقنا إبراهيم مستقر لها و لم أهن و لم أضعف أمام هذا الموقف بل انحنيت على صديقي أقبله...انحنيت على الشهيد أهنئه بنصره و أهديه دمعتين قفزتا من عيني لتمتزجا مع دمه الحار , أم هو فقد ارتسمت على وجهه ابتسامة صادقة مطمئنة ,قائلاًليكن دمي عربون صداقة مع الوطن ) و هكذا خسرت باستشهاده أنبل أصدقائي و لكنه كسب بذلك قلوب الكثيرين...و كسب جنات الخلد .. التي تهوي إليها قلوب الكثيرين ..عدت إلى البيت و جلست إلى طاولتي الصغيرة و مضى اليوم كعادته جافاً إلا من ابتسامة أمي و هي تدعوني للعشاء...........
منذ برهة استيقظت من النوم صباح الأربعاء ,و شاهدت العناق الأزلي , لحظة الوداع بين الصبح و المساء , عندما شرعت جوقة العصافير تواسي الضياء بفراق حبيبه, مطلقة ألحانها العذبة. بينما كانت الرياح تبوح بأسرارها لصديقتها لشجرة الزيتون .
استيقظت و كلي أمل بألا أشاهد تلك الوجوه الملطخة بالكراهية , احتسيت كأس الحليب الساخن و تناولت معه فطوري البارد ارتديت مريولي و خرجت في طريقي إلى المدرسة.
أحببت أن أخرج من البيت باكراً علي استرجع صورة أورشليم المشتت في ذاكرتي.
مشيت في طرقات المدينة كأني سائح , أتجول في مدينة غريبة , كل شيء مزور . الحوانيت علقت عليها لافتات لا أفهم معناها , و أشجار الزيتون التي هي من فجر التاريخ صامدة منتصبة .. حطمتها نهشتها كلاب (جرافات) القوة المغتصبة...
و إلى جانب الأم المقتولة تصرخ شتلة صغيرة تشق عباب الظلام .. الله أكبر .. لا رضوخ .. لا كلام .. دعوة المظلوم على الظالم مستجابة لا يحجبها عنجهية لئام...
و لبرهة أحسست بروح الشجاعة تتسرب إلى صدري, و لكن هذا الشعور تلاشى شيئاً فشيئاً ما إن رأيت أولئك الأشخاص الذين ينظرون إلينا , و يبصقون عندما نمر بجانبهم و يحتقرون سواد شعرنا و سمرة بشرتنا شعرت بأنه ثمة فرح اغتيل في قلبي .. ثمة فرح افتقدته.. ثمة رعب مقيت استقر في نفسي الفلسطينية..
وصلت مدرستي.. قبلت بنائها الترابي العتيق الدافئ بالأصدقاء و المعلمين و بذلك البائع العجوز الذي كنا نشتري منه قطعة الحلوى الصغيرة كأنها وجبة شهية.
و على المقاعد الخشبية بينما كان أستاذ العربي يعلمنا النشيد الوطني كان دوي الرصاصات يشق فضاء القدس على إثر عملية فدائية ملأت قلوبهم ذعراً و انتشلت الدم المسود بالحقد من عروقهم ليحوله إلى أعمال إرهابية اقتحموا على إثرها المدرسة...
لقد صوبوا رصاصاتهم نحو صدورنا و أطلقوا عياراتهم النارية من غير رشد و اخترقت رصاصاتهم صدر صديقنا إبراهيم مستقر لها و لم أهن و لم أضعف أمام هذا الموقف بل انحنيت على صديقي أقبله...انحنيت على الشهيد أهنئه بنصره و أهديه دمعتين قفزتا من عيني لتمتزجا مع دمه الحار , أم هو فقد ارتسمت على وجهه ابتسامة صادقة مطمئنة ,قائلاًليكن دمي عربون صداقة مع الوطن ) و هكذا خسرت باستشهاده أنبل أصدقائي و لكنه كسب بذلك قلوب الكثيرين...و كسب جنات الخلد .. التي تهوي إليها قلوب الكثيرين ..عدت إلى البيت و جلست إلى طاولتي الصغيرة و مضى اليوم كعادته جافاً إلا من ابتسامة أمي و هي تدعوني للعشاء...........
فراشة البنفسج- المساهمات : 127
تاريخ التسجيل : 15/04/2009
العمر : 32
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى